الحمى عند الأطفال من أكثر الأعراض التي تقلق الأهل، فهي تظهر فجأة وغالبا ما تجعل الطفل متعبا ومرهقا. لكن من المهم أن نتذكر أن الحمى ليست مرضا بحد ذاتها، بل هي علامة على أن جسم الطفل يقاوم عدوى أو التهابا. أغلب الحالات تكون مرتبطة بالتهابات فيروسية بسيطة مثل نزلات البرد والانفلونزا، وأحيانا تكون بسبب التهابات بكتيرية تحتاج إلى متابعة دقيقة.
قد تحدث الحمى أيضا بعد التطعيمات، أو بسبب التسنين والجفاف، وغالبا ما تكون مؤقتة وتزول مع مرور الوقت. ما يحدد خطورة الحمى ليس الرقم على ميزان الحرارة فقط، بل حالة الطفل بشكل عام، مثل نشاطه واستجابته وشهيته لشرب السوائل.
من المهم التعامل مع الحمى بهدوء، مع التأكد من قياس الحرارة بشكل صحيح، وتخفيف الملابس الثقيلة، وتقديم السوائل بكثرة. يمكن استخدام خافض الحرارة الموصوف من الطبيب، وعمل كمادات فاترة عند الحاجة.
بعض الحالات تستدعي مراجعة الطبيب فورا، مثل ارتفاع الحرارة عند الرضع أقل من ثلاثة أشهر، أو استمرارها أكثر من ثلاثة أيام، أو ظهور أعراض مثل صعوبة التنفس، طفح جلدي مفاجئ، قيء مستمر أو خمول شديد.
في النهاية تبقى الحمى إشارة من الجسم على وجود مقاومة داخلية، ومتابعة حالة الطفل بعناية مع استشارة الطبيب عند الحاجة تضمن سلامته وراحته.